بقلم : هلال  الغافري

أني اعيش حياة الستينات غالب وقتي إلا ماندر
ففي الدوام صحراء الربع الخالي، والعمل المضني المتعب، وفتات من القوت اليومي، وسكن الكرفانات التي لاتحميك من المطر ساعة يكون شديدا، والكهرباء التي تعتمد على الديزل فتنقطع بعض الاوقات،

ثم تعود الى المنزل حامل أثقالا فوق ظهرك غير قادر كاهلك على تحملها.

كبترول السيارة وأغراض البيت (المقاضي)، لتجد أطفالك بإبتسامة تملؤهم شوقا لك تنسيك عذابات الدهر كله لتختفي إبتسامتهم مع جيبك الفاضي؛ فالبنك اكل الاخضر واليابس من راتبك، ‏مع غلاء المعيشة، والضريبة المضافة إلى كاهلك، وتأتي الأعياد ورمضان بغير تلك الفرحة التي كنت تتمناها.

فوق كل ذا وذاك تأتيك الناس بتعليقاتهم المزرية، وإنتقاداتهم المكلفة، وإنتقاماتهم المتشمتة بك، وكانك المسيح الدجال.
وكأنهم إشتروك علاقة لأخطائهم، أو متنفسا لآهاتهم.

وإن إبديت رأيا سفهوك، وإن أعطيت نصحا أحتقروك، وإن سكت عن سفيها ظنوك إما خائفا منهم أو محتاجا لهم؛ فقزموك.

وليسوا يدرون أنك من عباد الله المخلصين.

ولست تريد ان تدعو عليهم في ظلمات الليل وظلمات الظلم؛ لأنك تعلم أن دعوتك ستصل لعند الله أسرع من برق لمع، فقلبك النقي أبيض.

كبياض الثلج لا يمكنه فعل ذلك، وإن مات كمدا، وأحترق قهرا.
فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.
فكيف يعقل أن تكون محسنا؛ فتقابل بغير الإحسان!!

وإن تكون محبا؛ فتقابل بالبغضاء المستترة التي لا تدري هل هي من الحسد أم من شيء آخر.

وعلى ما يحسدونني !!!!

فجيبي فاضي، ومديون بعدد شعر رأسي الذي توشح بالبياض رغم صغر سني.

ولكنه الغرور في النفوس يجعل بعضها يظن أنه فوق الناس مرتبة وشرفا ونسبا.

أخيرا ..
سأظل أنا أنا
لن يغيرني حقد الأخرين وإن أبدوا لطافة معي؛ فقد تكشفت طيات نفوسهم لدي، ببصيرة منحها الله عز وجل لي.

وسأعمل على الحب وأحترام الكل بلا إستثناء.

فالذي معدنه ذهب لن يقبل بأن يتغير إلى خشب.

هذا بوح اللسان فكيف لو تركت العنان لكل جوارحي بالبوح.

رحم الله من أصلح علاقته مع الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ودمتم بود.

اقراء ايضا : وصايا تهمك

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.
Verified by MonsterInsights