هيفاء

بقلم: فايل المطاعني.

الفصل الثالث

 ‏”لقد ثَبتت في القلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌكَما ثَبتت في الرّاحتينِ الأَصابِعُ.”

يمضي الوقت بطيئا وانا احاول جاهدة أن انسي ما حدث هذا الصباح، و ألقت بثقلها على الكنبه كأنها تحاول أن تؤذي جسدها أو تتخلص من جسد ارهقها جمال تفاصيله، و سمار لونه، والتقطت المرآة التي بالصدفة وجدتها في الطاولة ملقاة وخطفتها بسرعة ونظرت إلى وجهها ثم قالت: لم أكن يوم احب سمار وجهي و ملامحي الدقيقة، قائلة بغرور يقولون أنني جميلة هكذا كان يقول لي (محمد) وسكتت برهة وهي تحدق بوجهها وكأنها تراه لاول مرة.

لم اكن اعلم أن شفتاي صغيرتان وقالت بخجل يبدو أن محمد يري فيني مالم اراه في نفسي ثم أخذت تحدث نفسها (اين اهرب منك يا محمد) وهي ممسكة بشعرها القصير الذي يذكرها بالفنانة مي عبد النبي★ وتقول ضاحكة والدتي تقول شعري يشبه شعرها

اكيد امي تجاملني

الابنة في نظر امها غزاله ولو كانت قردة واضافت ضاحكة طبعا لم اصل إلى مستوي القردة و بالتأكيد لست غزالة وتناولت نظارتها الطبية التي كانت على الطاولة أيضا

يا الهي كل الاشياء التي أحبها موجودة على هذه الطاولة أنها الطاولة السحرية

كانت النظارة ذات اطار رقيق جدا حتى بالكاد المرء الذي ينظر إليها يلاحظ وجود إطار للنظارة، و ابتسمت هيفاء وهي تتذكر صديقتها العنود وهي تقول له

العنود: معقولة عمرك أربعة وعشرون عام الذي يراك يقول إن عمرك ثمانية عشر. تقاسيم وجهك يشبه تقاسيم وجه الاطفال وفي تلك اللحظات

قفزت من الكنبة وهي تقول :ياربي الساعة الان الثانية عشر ظهرا لقد نسيت أن اجهز الكاميرا وايضا اجهز الفستان الذي سوف البسه في العرس.

يالي من فتاة كسولة ،واضافة قائلة لست كسولة ولكن ونظرت خلسة إلى سلة المهملات الموجودة في غرفتها حيث كان باب الغرفة مفتوح

(ورد محمد) هو الذي شغلني نهضت مسرعة إلى غرفتها لكي تختار لنفسها فستان يليق بهذه المناسبة الجميلة

اخذت تفكر ماذا تلبس وحينها وقع نظرها على ذلك الفستان الذي أخذته عندما قرر محمد أن يأتي لخطبتها قائلة لنفسها: لم البسه في خطبتي وضحكت لان اصلا لم تكن هناك خطبة وأخرجت الفستان وهي تخاطبه: إذن نلبسه في عرس ابنة خالتي

كان الفستان لونه اصفر فاقع يمتد إلى ما بعد الركبة و توجد عليه كسرات طولية وبين الكسرة والاخري هناك نجوم صغيرة تتلألأ على طول الفستان،و ايضا اكسسوارات على اليدين التي تصل إلى الكوع

وضحكت وهي تقول :اذا لم أحظي باهتمام ام محمد ،اظن أن هناك عجائز اخر سوف أحظي باهتمامهن ، مناسبات زواج الأقارب لا تفوت ابد.

وبعد أن وضعت الفستان جانبا، اخذت تفكر ما هي التسريحة التي تناسب شعرها القصير،، ولكنها لم تترك لنفسها فرصة للتفكير فقد حسمت أمرها قائلة

:لم اجرب تسريحة الكرة اللولبية، سوف تكون جميلة على الاكسسوارات و ساضع عليها عصابات للرأس وبعدها أسترخت على سريرها ماسكة الكاميرا هامسة لها

:أحاول أن اشغل وقتي بك يا لها من هواية جميلة لقد اصابتني بجنون الإدمان وانتزعت حب كل الهوايات من قلبي ، ونظرت إلى هاتفها الذي فأخذته بلهفه:

انها رسالة من العروس مزون تستعجلني للذهاب إليها .و فجاة نظرت وبشكل مطول إلى شاشة الهاتف غير مصدقة ما تقرأ

وقالت بعصبية بعد أن ازاحت الهاتف بعيدا عنها :لا يزال خيال محمد يأتي كل لحظة وآخري ، وكيف انسي من كان لي الدنيا ! وان الدنيا بدونه ولا شي ، يبدو أن هذا اليوم لن يكون يوما عاديا مثل سائر الايام التي تمر بي لقد بدأ بهدية ازعجتني، ورغم أنه لم يكتب اسمه على باقة الورد ولكن أحسست به، حتى وانا بعيدة عنه احس به،يا الهي لا زلت احبه،ولا تزال حبال الود موصلة لم تنقطع وبلا شعور اخذت تبحث عن تلك الحركة التي يفعلها محمد كلما رائها حزينة رسمت (القلب) ليخبرها أنه معاها اخذت تبحث كالمجنونة وكأنه بوجوده ولو رسمة يشعرها بالأمان وتوقفت فجأة وتذكرت ، لم يكن الفارس الذي حلمت به،لقد تركني وذهب، تركني اصارع امواج الحب القوية،لا اريد أن اضعف فلقد ولي زمن الضعف حبيبي محمد ربما هذه المرة الأخيرة انطق بها اسمك ،والمرة الأخيرة التي انطق بها كلمة حبيبي لن نكون لبعض وأغلقت هاتفها خشية أن تخونها عواطفها فتضعف وتعود اليها

كان ذلك اليوم مشحون بالذكريات وكما يقولون

عندما يأتي الازعاج تأكد أن ورائه ازعاج اخر، و هذا الذي حدث….

لقد أخبرتها ابنة خالتها بأن ام محمد ستكون حاضرة لعرسها /يتبع

المفردات

الممثلة مي عبد النبي: ممثلة مصرية قديمة اعتزلت الفن

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.
Verified by MonsterInsights