بقلم  :سميرالشحيمي

السيد فهمي رجل بمقتبل العمر يعمل محاسب بإحدى الشركات العريقه متزوج من السيده إنتصار وهي ربة بيت ممتازه لم يرزقى بأبناء لذلك نمى عندهما حب تربية الحيوانات الأليفه مثل القطط والكلاب المدلله لكن فهمي لا يبقيها دائماً معه يتخلص منها يا ببيعها أو إطلاق سراحها.
فهمي رجل ذكي ومحب لزوجته ولكن مع مرور الوقت بدء تتغير أطباعه يسهر خارج المنزل يلعب الشطرنج مع أصدقائه لوقت متأخر من الليل وفي إحدى الأيام كان فهمي عائدا من سهرته يمشي على قدميه فتوقف ليشتري ماء ليشربه كانت تقف أمام المحل قطة سوداء لكثر سواد فرائها يعكس لمعانها وكأنها تعتني بمظهرها بإستمرار وتحافظ على لمعان فروها.

أعجب فهمي بهذه القطه ونحنى لها قائلا:هل تريدي شرب الماء إقتربي؛ فسكب لها الماء في غطاء القاروره وشربت منه فبتسم فهمي ثم غادر وما أن نوصل إلى منزله وفتح الباب ليدخل سمع صوت مواء القطه ينظر إليها هي القطة السوداء قد تبعته لمنزله فكر قليلاً ثم أدخلها للمنزل وصعد لنوم.

وفي صباح اليوم التالي نهض فهمي وأستعد لذهاب لعمله وذهب للمطبخ وألقى التحيه على زوجته إنتصار التي أعدت الإفطار فقالت له: من أين أتت هذه القطه السوداء؟
فهمي: عندما كنت عائدا للمنزل وجدتها تتبعني فقلت لابأس بلأحتفاظ بها.
إنتصار: لا بأس بذلك أتمنى؛ أن تخفف من سهراتك التي لا معنى لها يافهمي.
فهمي يشرب قهوته ويشعل سيجارته غير مكترث بما قالته إنتصار فخرج من المنزل بعد أن ودعته قطته السوداء ومررت بجسدها على قدميه.
ومرت الأيام وأزداد تعلق فهمي بالقطه السوداء وكذلك القطه تعلقت بفهمي كثيراً وزدادت حدت المشاكل بين فهمي وزوجته حيث بدء فهمي يرجع للبيت وهو سكران ومع شعوره بالذنب بما يفعله مع نفسه وزوجته إنتصار إلا إنه مستمر بما يفعل والقطه السوداء هيه المؤنس الوحيد لفهمي.

في تلك الليله عاد فهمي سكران كعادته من إحدى الأمسيات تشجار مع إنتصار فذهب لنوم في غرفة المعيشه أتت له القطه السوداء تداعبه ولكن كان غاضبا فرماها بعيدا عنه فعادت له تموء فأمسك لا إرادياً قلم كان على الطاوله وفقع عين القطه بها صرخت القطه وذهبت بعيدا وهيه تموء ومن شدت الألم ولم يكترث فهمي لها من شدة سكرته فنام على الأرض.

وفي اليوم التالي إستيقظ فهمي ورأى مابها قطته فلقد وجدها ميته بسبب مافعله بها فرماها بسلة القمامه خارج منزله وتوجه إلى عمله.
مضى أسبوع على حادثة القطة السوداء وفي إحدى الليالي عند باب المنزل بالتحديد فهمي عائد للمنزل ولكن هذه المره بوعيه لم يسكر هذه الليله رأى قطة سوداء عند باب المنزل إنها تشبه كثيراً القطه التي قتلها أدخلها إلى منزله كانت القطه ملتصقه به كأنها تعرفه منذ فترة طويله مرر يده على فروها الأسود الناعم ووضع لها حليب في وعاء وصعد لغرفته لينام؛

وفي الصباح الباكر لم يجد القطة ذهب لعمله وعند المساء وجدها متعلقه على شجرة قرب منزله فدخلت معه للمنزل؛ وفي يوم من الأيام رجع من سهرته سكران وأستقبلته قطته السوداء عند باب المنزل فدخلت معه ولم يصعد لغرفته بل ذهب لغرفة المعيشه لكي يبتعد عن مشاجرة إنتصار له جلست القطة بحضنه وجلس يتحدث مع القطه هنا إنتبه أن القطة بعين واحده والأخرى مصابه قال في نفسه : تشبه تلك القطه التي ماتت ولكن هذا مستحيل أن تعود للحياه مرة أخرى يبدو أن الشراب أثر على نظري يجب أن أنام.
خلد لنوم وفي اليوم التالي أستيقظ من نومه على صوت زوجته وهيه تتشجار معه بسبب عودته كل ليله سكران وبدء الحديث بينهما يحتد حتى فقد فهمي السيطرة على أعصابه وأمسك بيده منفضة السجائر التي كانت مصنوعه من الرخام القوي وأنهال بها على رأس زوجته إنتصار التي وقعت على الأرض مغشيا عليها غارقه بدمائها إستفاق فهمي من غضبه ذهب يرى زوجته لقد فارقة الحياه فكر مليا مالذي سيفعله لا يريد أن يدخل السجن فأتته فكرة التخلص منها لكن الخروج في وضح النهار بجثه أكيد أمر بغاية الصعوبه فقرر إنزال جثتها إلى القبو هناك توجد مدفأه قديمه تكفي لحشر جسد إنسان فيها فوضعها داخل تلك الفجوه وقوفا وغطاها بالطابوق والأسمنت والآن لن يعرف أحد عن مكانها.

تغيب فهمي عن عمله يومين وفي 3 يوم ذهب للعمل وعندما عاد بالمساء جارتهم أم فادي تسأل فهمي عن إنتصار لم ترها منذ يومين قال لها بأنها قد ذهبت لبيت أهلها عدة أيام والقطة السوداء مازالت تتردد على بيت فهمي كل ليله واختفاء إنتصار الغير مقنع سبب تساءلات كثيره بين الجيران.

في ليلة ظلماء وفهمي يتناول الشراب في بيته ويسكر رأى القطة السوداء فقال: لقد ذقت ذرعا منك ومن وجودك المشؤوم في حياتي هيا أرحلي قبل أن اتخلص منك بطريقتي

القطه السوداء تنظر له دون أن تتحرك فقط تموء فقال فهمي : صوتك يثير غضبي فحمل زجاجة الخمر وهوا بها على رأس القطه السوداء لكنها أختفت فجأه وكأن لم يكن لها وجود بنفس اللحضه صوت طرق بالباب نهض فهمي ليفتح الباب فكانو أفراد الشرطة حيث قال الضابط : قد بلغنا بأن زوجتك قد إختفت بظروف غامضه.
فهمي: زوجتي فبيت أهلها.

الضابط: لكن الجيران تواصلو مع أهل زوجتك لم يروها منذ فترة.
فهمي بغضب :هؤلاء الجيران مالذي يريدوه من زوجتي ومني
الضابط : معي أمر بتفتيش المنزل لو سمحت سيد فهمي.
فهمي : تفضل حضرة الضابط

فتش أفراد الشرطة المنزل بالكامل حتى القبو ولم يجدو شيء فقررو الرحيل بعد تقديم إعتذار لسيد فهمي ولكن قبل أن يرحلوا سمعو صوت صرخه مخيفه صادره من قبو المنزل فعادو مسرعين للقبو ولكن لم يجدو شيئاً وعاودت الصرخه نفسها مرة أخرى كانت صادره من جدار القبو أمر الضابط أفراد الشرطة بتحطيم الجدار وفعلو ذلك وبان المستور جثة إنتصار ورائحة الكريهه تملئ المكان والقطه السوداء فوق رأس جثة إنتصار وعين واحده يخرج منها نار الإنتقام وهيه تنظر إلى فهمي.

اقراء أيضا: بين الشموع.. الفصل الثامن والعشرين

إنتهت.

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.
Verified by MonsterInsights