قصة حنين
بقلم. فايل المطاعني

الذكريات هي الحبل الذي يشدنا إلى الماضي بتفاصيله المؤلمة أو المفرحة ,فإذا حاولنا أن نقطع ذلك الحبل، أصبحنا مثل الذي خلع ثوبه ولم تبقي له إلا ورقة التوت تستر جسده

    الفصل الاول

الابطال.على حسب الظهور في القصة

الصحفية
الفصل الاول

لا تعلم حنين لماذا تأتيها تلك الذكريات المؤلمة ،منذ أيام ليست بالبعيدة والذكريات تغزو رأسها ،وتكاد تأخذها من سريرها، غصبا عنها،لكي تذهب بها إلى بيتهم القديم.

بيت العائلة’ حيث ولدت، وولد أخوانها، وذكرياتهم مع والدهم،لا تعرف ألا يزال ذلك البيت على حاله أم هدم وبني مكانه عمارة ضخمة أو مبني حكومي أو شئ أخر لا يمت لنا بصلة.

لا تدري لماذا ترودها فكرة مجنونة ،لماذا لا تكتب مذاكرتها، لماذا لا تكتب عن بيتهم القديم وحارتهم القديمة وعنها، وتوقفت قليلا عن التفكير ،لماذا لا تكتب عن أبيها؟

وهنا تركت سريرها وأخذت تركض تحضر قلما وعدة أوراق من درجها.. فعملها الصحفي جعل الأوراق والقلم أصدقاء لها فهي لا تفارقهم ابدا ، ثم فكرت قليلا.

وقالت حنين :إذن سوف أكتب مذكراتي من البداية من الطفولة ،ومسكت القلم بفرح.

وأخذت تكتب

بابا بابا خذني معك الى الدوام،أريد أن أجلس معك أطول فترة ممكنة لا تدري لماذا قلت هكذا لوالدي، وأخذت رويدا رويد ا تتذكر ملامح والدها ، وكيف كان يدللها ،وقبل أن يذهب إلى الدوام يحضنها ثم يرفعها إلى الأعلي ويتركها لحظات معلقة ثم يمسكها ضاحكا،وهو يقول : طفلتي لن أتركك تسقطي،انت جوهرتي،أبنتي حبيبتي.

وبعد أن وضعها على إحدى ركبتيه، و قبل أن يغادر إلى الدوام قال لها: أنظري،عندما أحضر من الدوام ،سوف أحضر معي صندوق ضعي فيه جميع أمانيك ثم ندفنها،حتى تكبري لنري هل أستطعتي تحقيق تلك الأماني أم لا.

وطبع على جبينها قبلة ثم ذهب.وأخذت الوح له بيدي الصغيرة وقلبي يكاد يموت خوفا عليه،لا أدري فلقد أحسست أنه لن يرجع الينا مرة أخري.

يتبع حكاية حنين . الكاتب فايل المطاعني

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.
Verified by MonsterInsights