سر العائلة الملعونه

بقلم : سميرالشحيمي

الفصل الاول

 

استيقظ شاكر العقيد من نومه قد ذكر في إحدى مؤلفاته (إن مر يوم واحد فقط من دون أن أرى كوابيس بنومي فلابد أن خلل ما قد أصاب العالم)

يستعد شاكر لذهاب إلى الجامعه بعد أن حمل بيده فنجان قهوة يشربها بسيارته ومن وصل إلى الحرم الجامعي وهو في طريقه إلى مكتبه يتبادل مع طلابه التحيه ومنهم من يستوقفه بسؤال أو فقره في الكتاب لم يفهمها ويريد شرحها أو فاتته المحاضره ويريد من الدكتور شاكر أن يعيد شرحها كعادته الدكتور شاكر مرحبا بجميع الطلبه لايرد أحداً محبوب بين طلاب الجامعه لعفويته وسخريته المعهوده بالكلام وحتى أثناء شرحه بالمحاضرات.

وصل شاكر إلى مكتبه وطلب من الفراش إحضار القهوه التي اعتاد على شربها صباحاً وقلب أوراقه فدخل عليه صديق الطفوله فقال له: شاكر كيف حالك

شاكر ينهض ويصافحه قائلا: وائل أنا بخير كيف حالك أنت وماهذه الزياره المفاجأة؟

وائل وهو يضحك : أتيت لكي أشرب فنجان قهوه في مكتبك قبل أن تذهب لإلقاء محاضراتك

ضحك شاكر قائلا: أتيت لكي تخسرنا فنجان من القهوة وكوب الماء ولكن لا بأس

فطلب من الفراش إحضار فنجان قهوه آخر للأستاذ وائل

شاكر: أخبرني ماهيه أخبارك ومالذي تفعله هذه الأيام؟

وائل: لا شئ جديد أمي تلقي عليك التحيه وتقول لك إنك لم تأتي لزيارتها منذ فترة

شاكر: نعم أنني مقصر بسؤال عنها ولكن أنت تعلم مشاغل الدنيا والطلاب والمحاضرات

وائل : نعم كلامك صحيح وأيضاً عالمك مع الأرواح ولكن لايمنع أن تزور أقاربك وأصدقائك من فترة إلى أخرى

شاكر: سأحاول بأقرب وقت إن شاء الله

يدخل الفراش ويضع فنجان قهوة على الطاولة لوائل وأرتشف منه رشفه وقال: اليوم وصل طلب الموافقه لنقلي إلى مدرسه أخرى

شاكر : مازلت مصرا لتغيير مدرستك؟

وائل: نعم رغم معارضة أمي وأبي ولكن أريد أن أخرج قليلاً من جو المدينه والذهاب إلى الريف مع أهل الحياه والبساطه

شاكر : الأهم أنك مقتنع

وائل : مقتنع جدآ بدون أي تردد

شاكر : وإلى أي مدينة تم إرسالك؟

وائل :إلى إحدى المدن الريفيه أسمها ( المروج الخظراء)

شاكر : أتمنى لك التوفيق يا وائل؛ متى ستسافر؟

وائل: لقد قطعت تذكرة القطار غدا صباحاً سأنطلق وأتمنى أن تكون حاضرا قبل أن أصعد القطار ستكون أسرتي حاضره لتوديعي

شاكر :سأكون متواجد بإذن الله

وائل ينهض : إذا سأدعك لقد عطلتك عن محاضراتك سنلتقي غدا في المحطة

شاكر : لا بأس إن هوايتك تعطيلي كالعاده

وائل يبتسم: إن لم أفعل فلن أكون وائل الذي تعرفه

فضحكى وغادر وائل الجامعه وذهب شاكر لمحاضرته

وفي المساء وبينما شاكر في منزله يقلب صفحات كتاب بين يديه بشغف ومتمدد على سريره رن هاتفه النقال :ألو من معي اهلا العمه أم وائل أنا بخير الحمد لله موجود لكن مشاغل الدنيا لا حشى ليس بقلبي إتجاهك إلا كل خير أنتي بمثابة أمي رحمها الله؛ حاظر إن شاء الله سوف آتي مع السلامه؛ بعد الإنتهاء من المكالمه قال في نفسه: آخ منك يا وائل لابد وأن تضعني في مواقف محرجه إنهم ينتظرونني على العشاء

ثم نهض من سريره وأبدل ملابسه وركب سيارته وانطلق إلى منزل صديقه وائل رن جرس الباب فتح وائل الباب وينظر إليه شاكر بنظرة غضب بادله وائل بإبتسامه وحضنه وهو يلقي عليه السلام والترحيب ويهمس في أذنه: أعلم إنك غاضب ولا تحب الرسميات ولكن لابد وأن نجتمع مع بعض قبل أن أسافر

شاكر : إنك شخص بغيض بالفعل يا وائل علمت أنني سأرفض دعوتك فطلبت من أمك تحدثني ولا أستطيع رفض طلبها وأنني ضعيف أمامها إنها صديقة أمي المقربه

أتاه صوت من خلف وائل يقول :اهلا وسهلا نورت بيتك ومكانك يا إبني من زمان لم تأتي لزيارتي الله يرحم تراب أمك كانت إمرأه طيبه وأم عظيمه

شاكر وهو يتقدم إلى أم وائل ويقبل يدها إحتراما: كيف حالك عمتي أم وائل أنا بخير والحمد لله تعلمي العمل يستحوذ على وقتي

أم وائل وهيه تقرص خد شاكر بعفويه :لكن واجب عليك أن تأتي لزيارتي على الأقل بالمناسبات

شاكر : حقك علي يا ست الكل

أم وائل : تفضل لطاولة الطعام أعددت لك الطعام اللذي تحبه

دخلوا غرفة الطعام وهناك كان أبو وائل أستقبل شاكر وحظنه وقال له : أيها الغائب الحاظر أين ديارك

شاكر : العم أبو وائل كيف حالك طمني على أحوالك موجود مشاغل الدنيا

أبو وائل : المشاغل لا تنتهي تفضل أجلس لنتناول الطعام إن عمتك دائماً تذكرك حتى بدأت أشك بإنك أنت إبنها وليس وائل

يضحك الجميع وتقول أم وائل : نعم هو بمثابة أبني العزيز كلاهما بنفس المحبه في قلبي

شاكر : وأنتي أيضاً لك كل الاحترام والتقدير وبمكانة أمي الله يرحمها

وائل : كفاكم حديثاً أنا أتضور جوعا هيا نأكل سأفتقد هذا الطعام لمدة عام كامل

أم وائل بنبرة حزن: أنت الذي ستتعبني كثيراً في غيابك

وائل : أمي الغاليه لا تحزني ليس وقت الحزن إن مدينة المروج الخظراء ليست بعيده ثلاث ساعات فقط بالقطار عندما تريدين حضوري سآتي حالا بلإجازه الأسبوعيه أو أخبري أختي سماح سوف تأخذ مكاني فهيه أختي الصغرى

أم وائل: أختك إمرأه متزوجه وعندها أبناء وزوج تعتني بهم فقط كل اللذي أتمناه إني أراك من الناجحين بعملك وأن تتزوج وأرى أبنائك

وائل : إن شاء الله

شاكر يقاطعهم: أنا تمكن مني الجوع من جو الدراما الذي أنتم به؛ ففتح الصحن الذي أمامه وقال : آه عمتي المعكرونه بالباشميل وجبتي المفضله مر وقت طويل لم أتناولها

أم وائل : بالهنا والعافيه أعددتها خصيصاً لك يا بني

وتناول الجميع طعامهم وتسامروا وانتصف الليل رجع شاكر العقيد إلى شقته ورأى أمامه على الدرج قطة بيضاء تنظر إليه فقال لها : ماذا هناك تنظري إلي هل أصابك الذهول برأيتي وأنا أقيم بهذه البنايه المشؤومه؛ فصعد درجات السلم واللتفت خلفه لم يجد القطه وابتسم وقال بسخريه: إن الأجانب يعتبرون القطه السوداء اللون الملكي الجميل أما نحن هيه من الجن ولكن القطه البيضاء بماذا ترمز وضحك ودخل شقته ونام وفي الصباح الباكر إنطلق إلى محطة القطار ليلتقي بوائل وعائلته؛ وصل شاكر إلى المحطه ووجد وائل وأمه وأبيه وأخته سماح بلأستراحه يشربون الشاي وأنظم إليهم شاكر وطلب القهوه وقال وائل : كم سأشتاق لهذه اللمه

أم وائل بحزن : لا تبدأ بفتح الجراح يا وائل

سماح : إنه يتلذذ عندما يجعل أمي تبكي

وائل يحتضن أمه: لا تصدقيها إنها غيوره

ضحك الجميع قالت سماح: لو كنت بالبيت لكنت ضربتك على رأسك أيها المتعجرف

ضحك شاكر : الحمد لله إننا بمكان عام؛لم تتغيري يا سماح هذا هو طبعك منذ أن كنتي صغيره وأنتي تتعاركين مع وائل بل مع فتية الحي وتربحي كل عراك تخوضينه

ضحكت سماح وقالت بفخر أنثوي: نعم فالبنت سر أبيها فضحك الجميع وقال أبو وائل : نعم عندما كانت صغيره لاتخاف وتحب اللعب مع الفتيه وتتعارك

صوت نداء القطار ( إلى جميع الركاب القطار رقم (4521) المتجه إلى المروج الخظراء التوجه إلى بوابة المغادره سينطلق القطار خلال 20 دقيقه) يتكرر النداء ثلاث مرات وقام وائل يودع أهله الذين توجهوا معه إلى منصة إنطلاق القطار وتحرك القطار ووائل يلوح بيده لعائلته وأمه وأبيه وأخته يلوحون بيدهم والأم وتدعي الله أن يحفظ إبنها ويسهل طريقه وشاكر يلوح بيده لوائل وعندما إبتعد القطار وغادر الجميع وتوجه شاكر إلى سيارته وعند إنطلاقه شاهد القطه البيضاء وهي عند ممر محطة القطار نفس الذي شاهدها أمس عند درج شقته أوقف سيارته ونزل ليراها عن قرب لكن قد إختفت هنا راوده شعور غريب ولكن ماهوه أبعد شاكر تلك الأفكار من رأسه وأنطلق مبتعدا وفي القطار وائل يجلس بالقرب من النافذه مستمتع بالمنظر الخارجي وقد وضع على أذنه سماعه ويستمتع بلأغاني التي يحبها وخلفه كانت تجلس فتاه بملابس ريفيه وممسكه بيد واحده كتاب تقرأه واليد الأخرى تداعب فرو قطه بيضاء ملتصقه بها وأختفى القطار بلأفق.

ياترى ماهيه الأحداث التي تنتظر صديقنا وائل في مدينة المروج الخظراء هذا ماسنعرفه بالحلقه القادمة من *عالم أرواح شاكر العقيد*

سر العائلة الملعونه

يتبع…

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.
Verified by MonsterInsights