بقلم: فايل المطاعني
الفصل الرابع
حنين متحمسة جدا لسرد قصتها، وعلامات الفرح والسرور، بادية على وجهها وهي تقرأ كلمات قراء قصتها ،وهم يثنون عليها على الحكاية.
فكرت ، قليلا ثم وضعت قلمها جانبا، وأخذت تنظر إلى القمر،وأنعكاس نور القمر على وجهها، فلقد كانت الأنوار مغلقة إلا نور قلبها وهو يبحث عن ضوء يهتدي به ليكمل مسيرته بكل حب وسلام.
وهنا لوحت بقبضة يدها،وكأن هناك فكرة طارئة قد ألمت بها الآن وأخذت تقول لماذا لا الخص حكايتي في قصة قصيرة؟
وقالت ضاحكة لكن ماذا أطلق على الحكاية تلك القصة القصيرة التى تختصر حياتي؟
وضعت يدها على ذقنها وهي تفكر،،ثم رأت خصلة من شعرها تتدلي على وجهها ، و حنين تحاول أن تردها إلى مكانها، ولكن الخصلة وكأنها تداعبها فسقطت على وجهها مباشرة.
فزادت تلك الخصلة من جمال ورونق وجهها ومع انعكاس القمر على وجهها، أصبحت بالفعل كقمر في ليلة اكتماله
فقالت وهي لم تلاحظ الخصلة المشاغبة :طيب ما رأيكم في اسم ..القمر ؟
بما أن الليلة مقمرة، والقمر عاكس نوره على غرفتي..
إذن نسميها (حكاية قمر )
في زمن ما ،كان هناك قمر يملأ الكون بنوره،والكل كان يحبه، فهم ينتظروا ظهوره بفارغ الصبر،وكان هو سعيد بذلك الحب الذي يغدقه عليه الآخرون ولكن في ليلة.. ما تأخر في الحضور
وبالتالي لم يحضر أحد لأستقباله. فحزن، لذلك وأختفي في تلك الليلة مرت ليالي وهو حزين مكتئب، لا يعرف لماذا هو مكتئب،؟لقد كان يبحث عن الحب وعندما رأي إنصراف الكل عنه، حزن وانطوي على نفسه، لم يكن يعلم ماذا يريد ؟فهو صغير لم يتعود أن يضئ بنفسه، فرحل عن تلك البلاد،بعد أن جرب هجر من يحب، وأصبح موحش ومظلم، كان يخاف الظلام يذكره بالحبيب الذي هجره، هو لم يهجره فقط،هو قتل فيه الرغبة في الحياة وأنطفي نوره، وأخذ يردد
لن أرسل نوري لأحد بعد اليوم.وذهب مختبئ خلف شمس كبيرة جدا،معتقد إنها ستوفر له الحماية والأمان ولكن الشمس، لم تنتبه لقمر صغير يختبئ خلفها ، يريد الأمن والدف بقربها فأهملته،وهنا كانت المشكلة
لم يعد قمر جميل ربما كان خارجه جميلا ولكن عندما تقترب منه تجده مظلم باردا
وتوقفت فجأة حنين عن الكتابة وذهبت لمكتبتها الغنائية وأخرجت شريط لأغنية قديمة للفنانة سميرة سعيد
تقول
يلي ديت لحياتي
طعم ولون
مش حتنازل
عنك ابد مهما يكون
وأخذت تغني معها ودموعها تتساقط..وكان صوتها الجميل ولكن فيه شجن
شجن لم تستطيع أن تخفيه ،فلقد كانت قمرا مظلما بارد.
يتبع
