الإدمان هو عدم قدرة الإنسان نفسيا أو جسديا عن التوقف عن استهلاك مادة معينة أو القيام بفعل سلوك معين، خاصا لو أدي هذا الاستهلاك أو الفعل إلي الهوس للوصول أليه، علي الرغم من العواقب التي من الممكن أن تصل الي أذي الفرد نفسه نفسيا أو جسديا.
هل ممكن للإنسان أذي نفسه؟ الفطرة الإنسانية السليمة تمنع للإنسان من أذية نفسه.هل حاولت قبل كده ان تعض نفسك؟ طبعا لا لان المخ يقف عند مرحلة معينة حتى لا تؤذى نفسك،
لماذا يؤذي الإنسان نفسه ويناقض الفطرة المولود عليها؟ الإجابة هي أنه المخ يكون في غير حالته الطبيعية، الإدمان يؤدي إلي خلل مزمن في النظام الدماغي خصوصا الجزء المسئول عن الحصول علي الأشياء و الذاكرة و للتحفيز.
أنواع الإدمان :
يوجد نوعان رئيسيان من الإدمان وهما إدمان المواد و إدمان سلوك معين، سنوضح في التالي تفصيلا لكل منهما:
• إدمان المواد :
يعد استخدم المواد أو العقاقير الغير قانونية بشكل مبالغ فيه هو نوع من أنواع إدمان هذه المادة التي تؤدى إلي الاضطراب العصبي النفسي، يتمثل في رغبة الفرد المتكررة لتعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات بشكل قهري علي الرغم من العواقب المؤذية للفرد والتي قد تؤدي إلي خلل واضح في حياته اليومية بعدة إشكال: فقدان وظيفته، خسارة علاقاته الاجتماعية، أو حتى تدهور الصحة.
يجب الإشارة إلي أن هذا النوع يتطلب تدخل متخصصين من دكاترة نفسيين أو معالجون نفسيين مع وجود طبيب معالج.
المواد الغير قانونية :
- الحشيش
- المواد الافيونية
- المنشطات مثل مكون ( الميثامفيتامين ) والكوكايين
- الكحول
- منتجات التبغ
- استنشاق المذيبات و المواد الطيارة مثل الصمغ و البترول
• الإدمان سلوكي:
يكون لدي المدمن رغبة شديدة بالإتيان بمجموعة من الأفعال أو السلوكيات و الرغبة في اعتمادها دائما دون استخدام مادة معينة بل انه يشعر بالراحة النفسية بمجرد فعل هذا السلوك.
أمثلة علي السلوكيات:
- لعب القمار
- تناول الطعام
- ممارسة الرياضة
- مشاهدة التلفاز
- متابعة مواقع التواصل الاجتماعية
هناك العديد من السلوكيات الأخرى فاختصارا ، إن إي سلوك تجد معه رغبة ملحة لعمله بدون التفكير في العواقب الآتية منه فإنه يعد سلوك سئ و يجب التوقف فورا.
أعراض تظهر على المدمن:
كيف يمكن معرفة المدمن؟ تظهر على المدمن عدة أعراض تمكن اكتشفه، وبناء على ذلك نتدارك الأمر مبكرا ونتمكن من مساعدته بان نبداء رحلة العلاج حتى الشفاء بأذن الله قبل أن يتفاقم الأمر.
الأعراض كالأتي:
• عدم القدرة علي التوقف عن استخدام مادة معينة ،شئ معينة أو حتى التوقف عن سلوك معين.
• استخدام مادة معينة أو فعل سلوك معين يزيد بصورة كبيرة في فترة صغيرة.
• فقدان الرغبة علي ضبط النفس و عمل أفعال لا تتناسب مع شخصية الشخص الأمر الدي من الممكن أن يصل الي التسول أو السرقة للحصول علي أموال لشراء المادة .
• تجاهل المشاكل و التركيز مع تأثير المادة ، الشيء أو السلوك عليه.
• فقدان الاستجابة العاطفية و تبلد المشاعر.
• التأثير السلبي للمادة أو السلوك علي الفرد في حياته اليومية حيث انه قد يسبب له أضرار صحية جسيمة عواقب مادية فادحة .
الأسباب والعوامل :
هناك الكثير من العوامل التي تساهم في الوصول إلي ذلك المصير المظلم فمثلا تناول الخمر و النيكوتين يؤدي إلي تغير الحالة المزاجية للفرد و الشعور بالسعادة و النشوة مما يخلق شعورا ممتعا يؤدي إلي الرغبة في استخدام هذه المادة مرة أخري و الذي يؤدي بالتالي إلي تكون عادة من الصعب التخلي عنها.
لابد من الإقرار بوجود العديد من العوامل التي تؤدي إلي هذا النهاية المظلمة و لكن وجود هذه العوامل لا يؤدي بالضرورة إلي هذه النهاية القاتمة.
الأتي هي أهم العوامل و الأسباب
العوامل الوراثية:
تعد الجينات و العوامل الوراثية من أهم المسببات إلادمان و تزيد فرص الوقوع في هذة الدائرة اللعينة إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب من المدمنين.
العوامل البيئية:
هناك العديد من العوامل البيئة والاجتماعية التي تزيد من فرص السقوط والضعف واستخدام المواد المخدرة أو فعل السلوكيات الخاطئة من هذه العوامل الأتي:
• الفقر
• الجهل
• التعرض للعنف أو وجود مشاكل أسرية
• الإهمال الأسري و سهولة الوصول لهذه المواد
الاضطرابات العقلية:
هناك الكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية التي تؤدي اللي اللجوء اللي العقاقير المخدرة الغير قانونية، كمحاولة لتغيير الحالة المزاجية.
هناك الكثير والكثير من العوامل والمسببات ولكن كما ذكرنا سابقا انه علي الرغم من وجود المسببات فهذا لا يعني بالضرورة السقوط في هذه الهاوية.
علاج الإدمان:
لعلاج الإدمان يجب اولا اعتراف المريض بالمرض و طلب المساعدة و بناء علي ذلك يتم تقييم المريض نفسيا و عمل بعض الاختبارات النفسية و العقلية للتأكد من الإصابة و ايضا يجب القيام ببعض التحاليل لمعرفة مدي تمكن المرض . عند التأكد من الإصابة يتم عمل بعض التقارير الاجتماعية النفسية عن طريق التحدث الي أفراد الأسرة للتأكد من جاهزية المريض للعلاج السريري و عند حدوث ذلك يتم البدء مباشرة بالعلاج و الذي يتم كالتالي:
1- تشخيص المرض .
2- التأكد من أن المريض مستعد للعلاج.
3- وضع خطة علاج تتناسب مع نوع الإدمان و مدي تأثر المريض به.
4- عمل خطة نفسية إجتماعية للمريض.
5- تقييم العلاج و مدي تأثيره علي المريض و التأكد من عدم وجود آثار جانبيه له.
6- التشخيص الطبي من الأقسام المعنية(نفسي و جسدي )
7- معرفة قصة المرض و سبب البدء في التعاطي.
9- بدء خطة العلاج .
مراحل العلاج:
1- مرحلة الحرمان (الإنسحاب)
تعتبر هذة المرحلة من أصعب المراحل علي المريض خصوص مدمن المخدرات و الكحول حيث يعاني المريض من الكثير من المشأكل النفسية و الجسدية و يعاني من العديد من التقلبات المزاجية ما بين سلبي و إيجابي.
2- مرحلة الحماس :
بعد انتهاء أول شهر و زوال أعراض الانسحاب يبداء المريض بالتحسن و تنخفض لديه الرغبة في التعاطي و يشعر أنه قد تعافي بالفعل و بالتالي يبداء للعودة بالعالم فتتحسن حياته العملية و الاجتماعية. تمتد هذه المرحلة الي الشهر الثالث.
3-مرحلة الملل:
بعد انتهاء الشهر الثالث تبداء مرحلة الملل و التعب و يمر المريض بالأكتئاب لطول فترة العلاج و يكاد يؤدي الأمر لانتهاء حماسة و فرحة التعافي و الذي قد يجعل المريض يشعر بالاشتياق لحاله السابق و لذلك يجب مراعاة الحالة النفسية للمريض في هذه المرحلة و تقديم الدعم النفسي اللازم.
4-مرحلة الحياة الجديدة:
في أول ستة أشهر تحدث الكثير من التقلبات النفسية و الجسدية للمريض و لكن بعد مرور هذة الفترة يبداء المريض بممارسة حياته الطبيعية و البدء في الشعور بالتعافي اخيرا .
الخاتمة
من الممكن أن يتسبب ا لإدمان بالشعور بالفشل و الذي بالتالي من ال ارجع ان يولد شعور بالذنب و العار، و لكن علي الرغم من ذلك يجب دائما تذكر أنه ما هو إلا مرض قابل للعلاج و لا يفيد الصمت و الشعور بالعار أو التظاهر انه لا يوجد مشكلة بل يجب التوجه لشخص تثق به طلبا العون و يجب أيضا بالمحيطين بالمدمن تقديم يد المساعدة لأنه في أغلب الحالات من الصعب علي المدمن الاعتراف بالمشكلة و تذكر دائما أن حل المشكلة يبداء بالاعتراف بوجدها.
